يهدف هذا المقال إلى المساهمة في الحوار بخصوص إصلاح مناهج التربية والتكوين، وذلك من خلال إبراز الدور المهم الذي يمكن أن يلعبه إدماج المغالطات المنطقية في البرامج التعليمية.
في زمن الإنترنت ووسائل الاتصال، لم يعد هناك أي مشكل في توفر المعلومة، ولكن المشكل الأكبر هو في مدى توفر المهارات العقلية التي تسمح بتمحيصها. التلميذ والطالب صارا معرضين لِكَمّ هائل من الأخبار والآراء والحجج الزائفة. فهل زودتهما المدرسة بمهارات فكرية وأسلحة عقلية تسمح لهما بمقاومة هذا الهجوم الشرس وغربلة الصالح من الطالح؟
الشيء المثير في المغالطات المنطقية هو أنها تمس جميع جوانب تفكيرنا اليومي. وكلما زاد اطلاعنا عليها، كلما أدركنا كمّ الحجج الواهية التي نتلقاها من دون مساءلة وتمحيص. وإذا كانت المدرسة في مجتمعاتنا تعلم الانتباه إلى أخطاء النحو والحساب، فإنها للأسف نادرا ما تعلم الانتباه إلى أخطاء المنطق التي صارت تملأ نقاشاتنا وأساليب تفكيرنا.
في هذا البحث، سنعرض لأهم التوجهات الهادفة لإدماج التفكير النقدي عموما، والمغالطات المنطقية خصوصا، في المناهج الدراسية، وسنختم ببعض الملاحظات والاقتراحات حول الموضوع.
