هناك حاجة ملحّة لاستكشاف أعمق لواقع ظاهرة الهجرة النسائية ولمساهمات النساء المهاجرات وتجاربهنّ المعقدة، ولفهم العوامل الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية التي تميز هجرتهن، مع تقديم تحليل نقدي للتحديات التي تواجهها الهجرة النسائية، واثارها على البنى الاجتماعية ككل.
لتحقيق هذه الأهداف، اعتمدت منهجا بحثيا تحليليا نقديا لدراسة ظاهرة الهجرة النسائية؛ بناء على مراجعة نقدية للأدبيات العلمية وللوثائق والمصادر المتاحة، وكذلك استخدمت البيانات الكمية والنوعية المتاحة لوصف الهجرة النسائية وتقدير أبعادها، وفهم مسارات الحياة والتنقل لدى النساء المهاجرات، وبناء رؤية حول أنماط الهجرة النسائية ودوافعها، وللتوصل إلى تفسيرات شاملة تجمع بين الاتجاهات العامة، والتفاصيل الشخصية المرتبطة بتجارب النساء في سياقات الهجرة المختلفة.
وقد توصلت هذه الورقة العلمية الى أن هناك فجوة في البيانات والأبحاث المتعلقة بالهجرة النسائية، مما أدى إلى فهم غير متكامل لظاهرة الهجرة النسائية، متجاهلين بذلك أدوار النساء وقراراتهن الفردية ومسارات حياتهن، والحال انها واقع اجتماعي قديم عبر التاريخ، ولها أنماط متغيرة عبر فترات زمنية، وتواجه الهجرة النسائية تحديات متنوعة ومعقدة. رغم ذلك تؤثر الهجرة النسائية على البنى الاجتماعية والاقتصادية، وعلى إعادة تشكيل العلاقات بين الجنسين وكذا الأدوار الاجتماعية التقليدية، كما تسهم في إعادة تشكيل الهويات ضمن ديناميات الهجرة العالمية.
وقد خلصت هذه الورقة العلمية الى أن الهجرة النسائية ليست مجرد انتقال مكاني، بل عملية تغيير وتحدٍّ ثقافي واجتماعي معقدة، تتداخل فيها عوامل التمكين والتحدي، لذلك هناك حاجة ملحة أولا؛ لمزيد من الأبحاث الشاملة حول الهجرة النسائية، لتقليل فجوات الفهم وتطوير سياسات أكثر إنصافاً، وثانيا؛ لدعم المهاجرات لتعزيز مساهمتهن في مجتمعاتهن الأصلية والمضيفة.
