نجد أن تجربة الحياة السياسية لمولاي اليزيد ورغم قصر مدتها تكتنفها الكثير من الظلال، فالأحكام الغير المنصفة في حقه جعلت منه مجرد قوس داخل مسار خلافة السلاطين والملوك العلويين، حيث تُجمع جل الأسطوغرافيا التي أرخت لسيرته، على أن الرجل كان شخصا مغامرا مندفعا قاد البلاد نحو الفتنة والهلاك. والواقع أن مولاي اليزيد، كان يعكس في مواقفه تطلعات شرائح عريضة من المجتمع، فلقد سعى إلى استتباب الأمن في البلاد وبجميع الطرق سواء باللين أو الشدة، وكان عداؤه لبعض اليهود نابعا من كونهم يمارسون الاحتكار للموارد الاقتصادية الأساسية في المغرب، وبحكم تفاعلهم مع أفكار الثورة الفرنسية، روجوا لها فأثاروا بذلك الانقسامات الاجتماعية.
فقد ظل منفيا طيلة شبابه بسبب الدسائس والمكائد التي كانت تحاك ضده، وكان لبعض اليهود يد في ذلك، لذا حاولنا في هذه الورقة التطرق لفتنة يهود تطوان على عهد السلطان مولاي اليزيد "1790 – 1792»، في إطار مقارنة بين كتابات محلية وأجنبية عموما، دون إغفال رسائل عبرية، لمعرفة هل الأمر يتعلق فعلا بتعرض اليهود للتنكيل ومحاولة تصفيتهم أم أن الأمر هو مجرد فتنة ليس إلا؟ دون أن ًنٌغفل طبعا تقديم بعض الروايات عن معاناتهم في تلك الفترة وبعض أسباب الاعتداء عليهم.
