تهدف هذه الورقة البحثية إلى تحليل إحدى أبرز العلاقات الدولية المعاصرة ضمن النظام العالمي، والمتمثلة في العلاقة بين الصين والقوى الكبرى. وتتميز هذه العلاقة بدرجة عالية من التعقيد والتداخل، مما يجعل من الصعب رسم مسار واضح لها، نظراً لتشابك المصالح وتباين الرؤى بين الأطراف المعنية. وتكتسب هذه العلاقة أهمية استراتيجية بالغة، إذ تُعد من المحركات الأساسية للتحولات الجيوسياسية الراهنة، إلا أنها تتسم بعدم الاستقرار نتيجة التنافس الحاد بين القوى الكبرى، وسعي كل طرف إلى تحقيق مصالحه الوطنية وفق تصورات خاصة به.
ومنذ تأسيس الدولة الصينية الحديثة، انتهجت القيادة الصينية مساراً دبلوماسياً جديداً يتجاوز الأطر التقليدية التي كانت تحكم علاقاتها الخارجية، متبنية أسلوباً أكثر مرونة وابتكاراً، يغاير الصورة النمطية التي لطالما ارتبطت بالصين في نظر القوى العظمى. وقد أسهم هذا التحول في تعزيز موقع الصين على الساحة الدولية، وتوسيع نطاق نفوذها العالمي بشكل ملحوظ.
