يعرف المغرب، في ظل التطور التكنولوجي المتسارع وانتشار وسائل الإعلام الرقمية، تحولات عميقة في بنيته الاجتماعية وثقافته الرقمية، خاصة فيما يتعلق بتمثل الأفراد لهويتهم الوطنية والثقافية. ورغم أن هذا الانفتاح الرقمي يتيح أرضية خصبة للتواصل الثقافي والانخراط في العالم المعولم، إلا أنه يطرح في المقابل تحديات ترتبط بالمحافظة على الخصوصيات في زمن الطوفان المعلوماتي، مما يجلنا نتناول في هذه الورقة البحثية الكيفية التي يمكن للهوية المغربية أن تتفاعل بها مع الفضاء الرقمي دون أن تفقد توازنها، وذلك من خلال تحليل مكونات الهوية المغربية، وتبيان تأثير الإعلام الرقمي عليها، واقتراح مداخل نظرية وتربوية للحفاظ على توازن الهوية المغربية وإشعاعها الإفريقي والعالمي.
