إن العلامة محمد رضا المختار السوسي، يعد موسوعة يجمع بين العلوم اللغوية والعلوم الشرعية، وذلك بطبيعة بيئته وتكوينه في منطقة سوس، التي ترعرع وتربى بين أحضان فقهائها، وعلمائها، وفوق هذا وذاك، فقد نشأ منذ نعومة أظفاره، في بيت علم، وأدب، وتلقى مبادئ العلوم عند والده وبعض أصدقاء الوالد، الشيء الذي انعكس على منهجه في التكامل بين اللغة والشريعة، فقد حدد مفهوم اللغة في عنصرين اثنين: الصرف والنحو، وأما زبدة اللغة وما يتحصل من العنصرين السابقين، وهو الدب، فلم يكن أهل سوس إلى ذلكم المستوى في هذا الفن.
وقد ذكر أن اهل سوس كانت لهم عناية بالفقه المالكي، وما باقي الفنون، وعلوم الشريعة الأخرى فقد كانت تتسم بالندرة؛ بل إن علم الحديث، كان شبه منعدم في هذا القطر.
وقد ترك العلامة المختار السوسي مؤلفات عديدة في مختلف الفنون والعلوم، تدل على علو كعبه في العلوم الشرعية واللغوية وغيرها، وظهر فيها التكامل بين هذين العلمين في أبهى صورة، على الرغم من أن أغلبها لا يزال حبيس الرفوف.
